بعد تعطل وتأخير لعدة سنوات سيرى مشروع الشبكة الكهربائية الذكية (سمارت قريد) النور، للشركة التونسية للكهرباء والغاز إذ كان من المفروض أن ينطلق المشروع في مراحله الأولى في 2021 ولكن لعدة أسباب تقنية ومتعلقة بطلبات العروض تأخر تنفيذ المشروع.
وتم للغرض يوم أمس الاثنين بمقر الستاغ بإشراف وزيرة الصناعة والمناجم والطاقة نائبة القنجي نويرة توقيع عقود انجاز المرحلة الأولى لمشروع الشبكة الكهربائية الذكية " SMART GRID" وذلك بحضور ممثلة سفارة فرنسا بتونس السيدة STEPHANIE LABARTH ورئيس قطاع إفريقيا بالوكالة الفرنسية للتنمية السيد CHRISTIAN YOKA والمدير العام للكهرباء والانتقال الطاقي بوزارة الصناعة والمناجم والطاقة السيد بلحسن شيبوب والرئيس المدير العام للشركة التونسية للكهرباء والغاز السيد هشام عنان الى جانب كل من السادة : FELICIO DANIEL RUI عن شركة SIEMENS و FRANCIS GROSMANGAIN عن شركة E.Fluid و ERIC RIEUL عن شركة SAGEMCOM ENERGY &TELECOM.
وأكدت نائلة نويرة القنجي على أهمية هذا المشروع الذي سيساهم في الرفع من مكانة الشركة التونسية للكهرباء والغاز وتطوير خدماتها والارتقاء بها إلى مرتبة الشركات العالمية مبرزة دور هذه التكنولوجية الحديثة في تطوير نظام الفوترة وتحقيق التوازن بين العرض والطلب فضلا عما سيتيحه هذا المشروع من بلوغ نسبة اندماج أفضل للطاقات المتجددة، الأمر الذي سيساهم في الرفع من مردودية الشركة التونسية للكهرباء والغاز والتقليص من حجم الديون والخسائر التي تتكبدها جراء عمليات اختلاس الكهرباء.(حوالي 9 بالمائة من الفاقد الفني)
وأشارت الوزيرة إلى دور هذا المشروع الذي يندرج ضمن الخيارات الوطنية الهادفة لتحقيق التحول الطّاقي في ظل التحديات التي تواجهها تونس في هذا المجال والتي تستوجب تطوير البنية التحتية الطاقية.
ودعت عضوة الحكومة إلى أن تكون المرحلة الأولى من هذا المشروع الركيزة الأولى لتطوير هذا القطاع الواعد من خلال التحكم في إدماج الطاقات المتجددة الأمر الذي سيساعد على تطوير استخدامات الشبكة الكهربائية الذكية باعتبار ما توفره هذه التكنولوجيا من حلول عملية للعديد من الإشكاليات التقنية عبر الانتقال من منظومة تقليدية إلى منظومة حديثة.
وستمكن هذه المنظومة المتطورة معالجة الأعطال المسجلة على الشبكة عن بعد ومتابعة طريقة الاستهلاك لدى الحرفاء ومراقبة كل التجاوزات التي قد تحدث على مستوى شبكة الكهرباء وذلك باستغلال التقنيات التي تحسّن من إمكانية كشف الأعطال والإصلاح الذاتي للشبكة دون تدخل الفنيين.
يذكر أنه تم توقيع اتفاقية تمويل وضمان مع الوكالة الفرنسية للتنمية بقيمة تقدر بـ:120 مليون أورو أي ما يناهز 400 مليون دينار لتمويل الجزء الأول من مشروع الشبكة الذكية لتوزيع الكهرباء على المستوى الوطني حيث سيمكن هذا المشروع الاستراتيجي من انتفاع حوالي 400 ألف حريف .
وسيتم خلال المرحلة الأولى من المشروع انتقاء 5 أقاليم ضمن إعادة هيكلة المشروع تهم صفاقس المدينة وسوسة المدينة وجزء من سيدي بوزيد وإقليم الكرم وجزء من مدينة باجة.
وستدوم المرحلة الأولى من المشروع ستدوم 37 شهرا أي 3 سنوات مع سنة ضمان من المزود على أن تقع عملية تعميم استعمال العدادات خلال الفترة الممتدة بين 2025/2029 ، و انه في أفق سنة 2029 ستكون تونس معممة بالعدادات الذكية بتركيز زهاء 4 ملايين عداد.
ويؤكد مسؤولو الستاغ على أن التوجه نحو العدادات الذكية أضحى أمرا لا محيد عنه إذ أن العدادات الكلاسيكية ستزول ولن يقع تصنيعها مجددا ، و أن 60 بالمائة من العدادات المروجة في العالم منذ سنة 2018 هي عدادات ذكية.
مهدي الزغلامي
تم النشر في 28/06/2022